Ange et Des Mots

Rana Khoury & Diala Haidar's Blog

من مارون الراس الى القصير

 

بعد ان روّج حزب الله لقتاله في سوريا تحت ذريعة حماية مقام السيدة زينب دفاعا عن مقدسات الشيعة، يسوّق الان لبروباغندا جديدة تفيد بأن معركة القصير تخاض دفاعا عن السنة بالدرجة الاولى، والمسيحيين من بعدهم. 

معركة حزب الله في القصير  اذا هي المعركة التي حولت حزب الله من حزب ديني عقائدي مرتبط عضويا بولاية الفقيه الى “قوة مشرقية” متنورة تقاتل من اجل الحفاظ على تعددية لبنان الرسالة.

 معركة حزب الله في القصير هي كمعركة الحزب في البوسنة، حماية للمسلمين السنة من التطهير العرقي الذي قام به الديكتاتور ميلوزوفيتش، المدعوم انذاك من الروس، والذي لم يطح به الا الناتو. 

معركة حزب الله في القصير  هي معركة بوجه المخطط الصهيوأميريكي وجيشه التكفيري في المنطقة. هي كمعركة مارون الراس بوجه اسرائيل، فان سقطت القصير، سقطت القدس.

معركة حزب الله في القصير هي لحماية الاعتدال السني من التكفيريين، الاعتدال نفسه الذي ساهم الحزب في حمايته في لبنان بعد “شكرا سوريا” على اثر اغتيال الحريري، مرورا باجتياح بيروت في اليوم المجيد، وصولا الى حكومة القمصان السود، وحتى اخراج سعد الحريري من لبنان والمساهمة في تغذية المتطرفيين امثال احمد الاسير.

اذا ينتهي بنا المطاف بان حزب الله اللبناني يخوض حربا عالمية في القصير، حرب قيم ضد تطرف القاعدة والتكفيريين والوهابيين وقطر والسعودية والاتراك واميركا واسرائيل والشهال والاسير كي يحمي “اعتدال البعث”…
 
من مارون الراس الى القصير خط تنازلي أحادي الاتجاه الى جهنم. 
 
Image
 
 
 
 
 
الاقليات والثورة السورية

الاغتصاب القانوني في لبنان

: مقال حول الاغتصاب القانوني في لبنان في العدد السابع من كلمن

http://kalamon.org/articles-details-158#axzz24jsX8phY

حين يلقي ذكوري محاضرة في النضال النسوي

لم افلح في عدم اعتبار تصريحات الوزير نقولا فتوش والنائب ميشال عون اساءة شخصية لي كامرأة لبنانية. وقد شعرت انه لزاما عليّ، كما على كل امرأة ناشطة شعرت باستهانة ذكورية بها، ان تردّ، بالحد الادنى.

دعا النائب عون تعليقاً على “هبة” الكوتا النسائية (كما وصفها) الحركة النسوية في لبنان الى “المناضلة”، والى العمل على المجتمع اللبناني وليس على النواب. علما ان المجتمع اللبناني بتربيته وثقافته على حدّ قول عون يعتبر “كارها للنساء” (misogyne).

 على النسويات والناشطات النضال اذا. التظاهر والاعتصام على مدى سنة كاملة من قبل ناشطات وناشطين لاقرار قانون يحمي المرأة من العنف الاسري لا يعتبر نضالا. النضال يقاس بدينامية النائبة العونية جيلبيرت زوين، التي شاركت مع نواب اللجنة النيابية الموكلة دراسة مشروع القانون المذكور، في تفريغ القانون من مضمونه. او ربما يقاس بمقدرتنا كنساء على مواجهة العنف الاسري بأجسادنا وبمزيد من الضحايا النساء بما ان العمل يكون على المجتمع وليس باتجاه المجلس التشريعي الذي عليه يقع واجب اقتراح، تعديل، أو/و الغاء القوانين لحماية المواطنين.

 كما على المرأة اللبنانية ان “تفرض نفسها” بحسب عون. المرأة نفسها التي اعتبر عون في تصريح سابق بعد تشكيل الحكومة الحالية، التي لم تتضمن اي امرأة،  “انها تحتاج الى مزيد من التمرّس في الحياة العامة لتكون مؤهلة للعمل النيابي والوزاري”. لربما هو محق بذلك. فالعمل النيابي والوزاري الذي تولاه حتى الساعة ذكور وضعونا قاب قوسين او ادنى من اعتبارنا دولة فاشلة، يتطلب تمرسا في ضروب الفساد والمحسوبيات وفنون الحقد المذهبي والغباء السياسي والفشل الاقتصادي والخدماتي…

على المرأة ان تفرض نفسها في الحياة العامة بمعزل عن وجود نظام انتخابي غير عادل يفصّل في كل دورة انتخابية على قياس الزعامات التقليدية/الاقطاعية/ البطريركية/ الطائفية التي لا تدرج بطبيعة الحال نساء في لوائحها الا فيما ندر، وان حصل فدخول المرأة غالبا ما يكون من عباءة الاب او الاخ او الزوج الشهيد او الفقيد. كيف للمرأة ان تحدث خرقا؟ المرأة التي تعتبر من اكثر الفئات المهمشة تاريخيا اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا وحقوقيا.

لم تنتزع النساء في اوروبا واميركا التي يعيّرنا بها عون الكوتا النسائية بعد ان تمكننّ سياسيا بل العكس هو الصحيح. ليس الهدف من الكوتا النسائية مجرد ايصال المرأة الى البرلمان، بقدر ما هو اشراكها في العملية السياسية واليات صنع القرار ليصبح وجودها امرا واقعا ومحفزا لغيرها لخوض التجربة نفسها.

اما الحدث البارز الاخر، فقد تولاه الوزير فتوش، نصير المساواة بين اللبنانيين اجمعين. فقد تقدّم بمطالعة قانونية لفت فيها الى ان الكوتا النسائية مخالفة للدستور، مستشهدا بالمادة 7 التي تنص على ان كل اللبنانيين سواء لدى القانون ويتمتعون على السواء بالحقوق المدنية والسياسية ويتحملون الفرائض والواجبات العامة دون فرق. جميل جدا. حبذا  يامعالي الوزير لو تذكرت هذه المادة حين طالبت النساء بحقهن اسوة بالرجل في منح جنسيتهن لازواجهن وابنائهن. لمَ لم تتقدّم حينها بمشروع قانون لتعديل قانون الجنسية ان كنت بهذا الحرص على المادة 7؟ ثم ما رايك بتعديل المواد المهينة في حق المرأة في قانون العقوبات التي تجسد مبدأ اللامساواة بين الرجل والمرأة من ناحية إثبات الجرم والعقوبة؟ ثم ماذا عن رفع الظلم عن المرأة في قانون الاحوال الشخصية حيث يبلغ النمييز مداه الاقصى؟

الى عون وفتوش وكثيرين آخرين، المرأة اللبنانية لا تهاب دخول المعترك السياسي، ولا تخشى العمل في الشأن العام، ولا الترشح ودخول المجلس النيابي، ولا تبوؤ المناصب القيادية. المرأة اللبنانية  في هذه الاثناء تضرب بيدها ولوحدها الجدار المنيع الذي حصنتم انفسكم به لاعادة انتاج ذواتكم مرارا وتكرارا.

تمتلك اللبنانيات من الذكاء والثقة والمؤهلات ما يفتفر له الكثير من نوابك مون جنرال ونواب اخرين، وانا شخصيا امتلك اكثر بكثير من ان اكون جميلة وانتخب تيارك في الانتخابات النيابية المقبلة. عسى ان تفعل اخريات مثلي…

 

ديالا

الثورة السورية ليست ربيع براغ

Image

الى كلّ من طُعن في انسانيته لمقتل بعض امنيي نظام الارهاب وهالهُ طريقة قتلهم، والى كلّ من يتحسّر على تفويت فرصة محاكمة من قتلوا غير مأسوفٍ على اجرامهم، هذه بعض الاسئلة ان كان من مجيب:

– كيف للشعب السوري سَوق نظام القتل والترويع الى العدالة وانتهاج اصول القانون الدولي والتزام مواثيق حقوق الانسان حين يحترف هذا النظام حتى الساعة ومنذ 40 عاما خرق حقوق الانسان من خلال قانون الطوارئ والأحكام العرفية والمحاكم الاستثنائية، مذيقا شعبه كل صنوف الانتهاكات التي أظهرت مدى امتهان هذا النظام للكرامة الإنسانية وعدم التزامه حتى بتشريعاته الوطنية، وضربه عرض الحائط بالاتفاقات الدولية الخاصة بحقوق الإنسان، وبمبادئ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وفي ظل حماية دولية أمّنت له استمراريته رغم كل ارتكاباته؟

– كيف للشعب السوري تغليب العدالة الانتقالية والدم مسفوك في كل دقيقة والمجازر الجماعية المتكررة تنتقل من مكان الى اخر على مرأى ومسمع العالم الصامت الا عن التنديد الذي لا يرقى الى مستوى اهوال ما يتعرض له الشعب السوري، ويترك السوري بعدها الى قدره في ظل غياب عدالة المجتمع الدولي الذي يكيل بمكياليين وفقا لمصالحه في المنطقة، فيما يطلب من السوري اقامة العدالة وهو يُقتل؟

– لماذا يطلب من الثورة السورية طهرانية غائبة عن العالم؟

– كيف للشعب السوري ان يلجأ الى اساليب سلمية وحضارية فيما يلجأ النظام إلى الإرهاب، ليقتل إرادة الحياة بكرامة في كل ثائر، مستخدما أجهزة الأمن والجيش والقوات المسلحة والشبيحة الذين حولوا البلاد إلى سجن جماعي كبير، تمارس فيه التصفيات وجميع وسائل التعذيب النفسي والجسدي، وترتكب المذابح وأعمال الانتقام المروعة ضد المدن الثائرة؟

– كيف لكم حين تتحوّل الثورة السلمية الى السلاح  لحماية الحق في الحياة، وهو حق يتقدم على جميع الحقوق الاخرى ان تشيروا اليها باصبع الاتهام وان تساووها بالنظام وارتكاباته؟

يطلب من الثورة السورية ان تكون انسانية فيما الواقع يقول ان ما يطلب منها هو فوق انساني. فلتقعلوا عن هذه السذاجة التي تطلب ممن يصوّب السلاح الى رأسه ان يستسلم للموت حين يستطيع ان يحوّل السلاح الى صدر قاتله، ولتترحموا على ال 17 الف شهيد الذين ربما تزداد اعدادهم بينما انتم تقرأون وتستغرقون في ترفكم الفكري.

ولمن التبست عليهم الامور، ما يحصل في سوريا ليس ربيع براغ، ما يحصل في سوريا هو اكثر شبها بانتصار الدم على السيف. حين تنتصر الثورة، سنطالبها جميعا بعدالة انتقالية وبمحاكم مدنية ومصالحات وطنية، اما قبل ذلك، فلا يستوي القاتل بالمقتول مهما حصل…

ديالا

حجاب الرجل دليل عفّته

“اخي المسلم… حجابك عفّتك… لا تجعل جمالك فتنة للنّساء… أخي المسلم تذكّر عذاب القبر.. هذا الشّعر الذي تتركه عاريا سينتف شعرة شعرة…”

هذه واحدة من التعليقات التي انتشرت على الفايسبوك البارحة مع انطلاق حملة “حجاب الرجل دليل عفته”. وقد بادر من عدد من الرجال الى لبس الحجاب معبرين عن سرورهم وغبطتهم بهذا اللباس الذي يحمي شرف الرجل ويقيه من عيون النساء الجائعة على حدّ قولهم، وتدعو الحملة الرجال كافة لتجربة هذا اللباس تاج الرجل وحامي عفته، وتحديدا مع انطلاق فصل الصيف.

الحملة الافتراضية الطريفة هذه تطرح بشكل ساخر مأساة احادية النظرة الى المرأة من منطلق جنسي صرف باعتبارها مثيرة الغرائز والشهوات الجنسية. المأساة في النظرة هذه هي اولا في اختصارها دور المرأة  في بعده الوظيفي الجنسي، وثانيا في شيطنة وتحربم الطبيعة البشرية التي تنجذب الى الاخر وهو شرط من شروط بقاء النوع البشري على هذا الكوكب، وثالثا في اعتبار المرأة كائن بهيمي يُفعل به ولا يَفعل، فالمرأة تَفتِن ولا تُفتَن، تَجذِب ولا تُجذَب، تَسحِر ولا تُسحَر.

وهذا ما تسخر منه الحملة الافتراضية هذه، باعتبار ان الغواية قائمة بين الرجل والمرأة، والغريزة بحكم الطبيعة البشرية موجودة بين الطرفين والا لكنا انقرضنا منذ زمن بعيد.

الى الرجل العزيز، انت ايضا محل فتنة لي، سيما وان كنت بجمال رشدي اباظة او وسامة رئيس المكسيك الجديد. وان كان الهدف من تحجيب المرأة-العورة مقاومة الفتنة بذاتها فالاحرى بكم وبرجال الدين المطالبة بحجاب الرجل وستره كما المرأة، علكم تكسبون بذلك حسنة  المساواة بين الجنسين. 

 

 

ترضاه ام لا ترضاه، لا يعنيني

Image

 لربّما كان الغرافيتي المهين الذي انتشر على جدران ميدان التحرير في القاهرة، اثر صدور الحكم المخفّف على الرئيس المخلوع حسني  مبارك وابنائه واعوانه، والذي يصوّر امرأة عارية لا وجه لها باشارة الى “القضاء المصري العاهر”، أصدق تصوير للتشيّوء الجنسي للجسد الانثوي باعتباره شماّعة الشرف والعارالجمعي في المجتمعات الذكورية

 يستحقّ الغرافيتي هذا الذي انزلق (بشكل عفوي وغير واعي ربّما) من توجيه الادانة للقضاء المصري المتّهم بالفساد الى اهانة جسد المرأة وتعهيره، التوقف عنده لما يحمل من دلالات  تعكس كيف يحمّل جسد المرأة وزر أفعال الاخرين فيكون لبوسا لانكسارات وانتصارات ذكورية مسرحها الجسد الانثوي.

 المرأة العارية التي يصوّرها الغرافيتي جميلة وغاوية، لكن العريّ هنا خرج عن الاطارالفنّي الجمالي للصورة الى المدلول الذكوري الثقافي له. العريّ هنا هو العهر. هو العار. نفس العار الذي لحق بالقضاء المصري. التوظيف الرخيص لجسد المرأة في ادانة القضاء المصري يربط بشكل واضح لا لبس فيه بين جسد المرأة ومفهوم الشرف والعار. هذا هو تماما معنى تشييء الجسد الانثوي وحصره في بعده الوظيفي الجنسي .

 الجسد العاري، الذي لا وجه له، (لانه يمثل كل النساء العاريات الغاويات…العاهرات)، هو صورة نمطية للمرأة الملعونة مطيّة الشرور ومصيدة الرجال التي حرمت البشرية من الفردوس. هي سبب الخطيئة الاولى والخطايا التي تلت

لا يبتعد الغرافيتي هذا كثيراعن منطق كشوف العذرية وان كان لا يرقى بأيّ شكل الى مستوى فظاعة تلك الكشوف المهينة التي اخضع العسكر عشرات الناشطات لها. الا ان الخلفيّة الذكورية هي نفسها. العسكر اتخذوا من جسد المرأة مسرحاً لفرض سلطتهم والحاق العار بالناشطات وتاليا بالثورة التي حرّكتهم. والثوار اتخذوا من جسد المرأة مسرحاً للردّ على العسكر الذي يحكم القضاء من خلال الغرافيتي هذا. 

وعلى الرغم من ان الثوار وقفوا الى جانب سميرة ابراهيم مثلما انتفضوا للناشطة المنقبّة الملقبّة “بست البنات” التي سُحلت وعُريّت في الميدان، الا انهم ثاروا من اجل شرفهم الجمعي الذي لطّخه العسكر لا من اجل خصوصيّة جسد المرأة او حريتها الجنسية في ان تكون  عذراء ام غير عذراء.

لقد كان الدفاع عنهما من منطلق ذكوري وهو ما ظهر جليّا في غرافيتي اخرى انتشرت بكثرة على جدران القاهرة تسأل: ” اترضاه لأمّك؟ انرضاهُ لاختك؟”. وهو ما يشير من جديد الى اعتبار المرأة كائن بغيره لا بذاته فهي نكرة ما لم تكن الام او الاخت او الزوجة او الابنة.

Image

 وبذلك احالة من جديد لموضوع المرأة وما يعنيها الى الرجل وما يرضاه وما لا يرضاه. انه تثبيت لمرجعية الرجل-الاب. 

وما لم تقله هاتان الحادثتان، انفجر في ردود فعل الناشطين ليبراليين ومحافظين على عريّ علياء المهدي التي سارعت الثورة الى التبرؤ منها والتطّهر من عريّها. وقد ذهب البعض الى حدّ اتهام علياء المهدي بانها سدّدت ضربة استراتيجية للحركة النسوية قد تنسف مكتسبات المرأة القانونية وتعيدها الاف السنين الى الوراء! هذه المبالغات غير المنطقية لا تفهم الا باطار التهديد الذي شكلته علياء لمنظومة الهيمنة السياسية والدينية والاستهلاكية لجسد المرأة.

المرأة نفسها التي تكتسح بعريّها الشاشات والفيديو كليبات الرخيصة والاعلانات التسويقية التي تنتعش من خلال التوظيف الاستهلاكي لجسد المرأة-السلعة  بايحاءات جنسية صارخة،  لا تخرج عن هذه المنظومة بل هي اداتها وشرط استمرارها.

من هنا الاختلاف الجذري بين عريّ علياء المهدي والعريّ التسويقي المنتشر اينما كان والذي لم يعد يشكل اي صدمة، مثلما لا يشكل صدمة واقع ان نساء مصر تتعرّى بشكل يومي بنظرات التحرّش الجنسي في شوارع القاهرة ان كنّ منقبّات ام سافرات. ويتعرضن لاستباحة مهينة ان كان بالنظر او التحرش اللفظي القذر او حتى اللمس في اعضائهن التناسلية وحتى تعريتهن فعليا كما حدث في الحادثة الشهيرة المصوّرة في المترو.

علياء المهدي اختارت ان تتعرى ليس بهدف تحريك شهوات جنسية بل كي تعلن تحرّرها المطلق من منظومة الهيمنة هذه. وبذلك يكون  فعلها هذا فعل ثوري سرعان ما لفظته الثورة المصرية الى خارجها.

لا يلغي اي من ذلك اهمية ديناميات التغيير التي اطلقتها الثورات العربية. فالثورات هذه هي التي فتحت السجال على مصراعيه وهي التي اثبتت مرّة اخرى اهمية دور المرأة رغم القهر التاريخي الممنهج الذي تتعرض له:  من اسماء محفوظ التي دعت الى التظاهر وكانت من اول من تجرأ ونزل الميدان ، الى سميرة ابراهيم التي مضت حتى الاخر في مقاضاة العسكر وانتصرت لحقّها بدون ان تنطوي في مشاعر العار التي اراد العسكر دفنها خلفه ودفن كل النساء الناشطات من خلالها. تصدّت سميرة ابراهيم لارهاب السلطة الذكوري ونجحت. وهي قصة نضال لم تبدأ ولن تنتهي هنا. لربما كانت البداية متعثّرة ولكن هذا لا يلغي واقع انها بداية وبالتالي هي مفتوحة على شتّى الاحتمالات.

التحدّي هو في ان تكمل النساء ما بدأنه وان يعرفن ان اي ثورة لا تكتمل من دون ان ينخرطن في صفوفها ويحصدن فيما بعد نتائجها المباشرة سياسيا واجتماعيا واقتصاديا ولو كره الكارهون.

يطالب الثوار في الميدان بتطهير القضاء. قد يكون مثيرا للسخرية تخيّل ما قد يُرمز له تطهير القضاء من خلال جسد المرأة. هل ستكون هذه المرّة غرافيتي امرأة منقبّة “طاهرة” لا وجه لها ايضا؟


ديالا

ترضاهُ أم لا ترضاهُ، لا يعنيني


Image

 لربّما كان الغرافيتي المهين الذي انتشر على جدران ميدان التحرير في القاهرة، اثر صدور الحكم المخفّف على الرئيس المخلوع حسني  مبارك وابنائه واعوانه، والذي يصوّر امرأة عارية لا وجه لها باشارة الى “القضاء المصري العاهر”، أصدق تصوير للتشيّوء الجنسي للجسد الانثوي باعتباره شماّعة الشرف والعارالجمعي في المجتمعات الذكورية

 يستحقّ الغرافيتي هذا الذي انزلق (بشكل عفوي وغير واعي ربّما) من توجيه الادانة للقضاء المصري المتّهم بالفساد الى اهانة جسد المرأة وتعهيره، التوقف عنده لما يحمل من دلالات  تعكس كيف يحمّل جسد المرأة وزر أفعال الاخرين فيكون لبوسا لانكسارات وانتصارات ذكورية مسرحها الجسد الانثوي.

 المرأة العارية التي يصوّرها الغرافيتي جميلة وغاوية، لكن العريّ هنا خرج عن الاطارالفنّي الجمالي للصورة الى المدلول الذكوري الثقافي له. العريّ هنا هو العهر. هو العار. نفس العار الذي لحق بالقضاء المصري. التوظيف الرخيص لجسد المرأة في ادانة القضاء المصري يربط بشكل واضح لا لبس فيه بين جسد المرأة ومفهوم الشرف والعار. هذا هو تماما معنى تشييء الجسد الانثوي وحصره في بعده الوظيفي الجنسي .

 الجسد العاري، الذي لا وجه له، (لانه يمثل كل النساء العاريات الغاويات…العاهرات)، هو صورة نمطية للمرأة الملعونة مطيّة الشرور ومصيدة الرجال التي حرمت البشرية من الفردوس. هي سبب الخطيئة الاولى والخطايا التي تلت

لا يبتعد الغرافيتي هذا كثيراعن منطق كشوف العذرية وان كان لا يرقى بأيّ شكل الى مستوى فظاعة تلك الكشوف المهينة التي اخضع العسكر عشرات الناشطات لها. الا ان الخلفيّة الذكورية هي نفسها. العسكر اتخذوا من جسد المرأة مسرحاً لفرض سلطتهم والحاق العار بالناشطات وتاليا بالثورة التي حرّكتهم. والثوار اتخذوا من جسد المرأة مسرحاً للردّ على العسكر الذي يحكم القضاء من خلال الغرافيتي هذا. 

وعلى الرغم من ان الثوار وقفوا الى جانب سميرة ابراهيم مثلما انتفضوا للناشطة المنقبّة الملقبّة “بست البنات” التي سُحلت وعُريّت في الميدان، الا انهم ثاروا من اجل شرفهم الجمعي الذي لطّخه العسكر لا من اجل خصوصيّة جسد المرأة او حريتها الجنسية في ان تكون  عذراء ام غير عذراء.

لقد كان الدفاع عنهما من منطلق ذكوري وهو ما ظهر جليّا في غرافيتي اخرى انتشرت بكثرة على جدران القاهرة تسأل: ” اترضاه لأمّك؟ انرضاهُ لاختك؟”. وهو ما يشير من جديد الى اعتبار المرأة كائن بغيره لا بذاته فهي نكرة ما لم تكن الام او الاخت او الزوجة او الابنة.

Image

 وبذلك احالة من جديد لموضوع المرأة وما يعنيها الى الرجل وما يرضاه وما لا يرضاه. انه تثبيت لمرجعية الرجل-الاب. 

وما لم تقله هاتان الحادثتان، انفجر في ردود فعل الناشطين ليبراليين ومحافظين على عريّ علياء المهدي التي سارعت الثورة الى التبرؤ منها والتطّهر من عريّها. وقد ذهب البعض الى حدّ اتهام علياء المهدي بانها سدّدت ضربة استراتيجية للحركة النسوية قد تنسف مكتسبات المرأة القانونية وتعيدها الاف السنين الى الوراء! هذه المبالغات غير المنطقية لا تفهم الا باطار التهديد الذي شكلته علياء لمنظومة الهيمنة السياسية والدينية والاستهلاكية لجسد المرأة.

المرأة نفسها التي تكتسح بعريّها الشاشات والفيديو كليبات الرخيصة والاعلانات التسويقية التي تنتعش من خلال التوظيف الاستهلاكي لجسد المرأة-السلعة  بايحاءات جنسية صارخة،  لا تخرج عن هذه المنظومة بل هي اداتها وشرط استمرارها.

من هنا الاختلاف الجذري بين عريّ علياء المهدي والعريّ التسويقي المنتشر اينما كان والذي لم يعد يشكل اي صدمة، مثلما لا يشكل صدمة واقع ان نساء مصر تتعرّى بشكل يومي بنظرات التحرّش الجنسي في شوارع القاهرة ان كنّ منقبّات ام سافرات. ويتعرضن لاستباحة مهينة ان كان بالنظر او التحرش اللفظي القذر او حتى اللمس في اعضائهن التناسلية وحتى تعريتهن فعليا كما حدث في الحادثة الشهيرة المصوّرة في المترو.

علياء المهدي اختارت ان تتعرى ليس بهدف تحريك شهوات جنسية بل كي تعلن تحرّرها المطلق من منظومة الهيمنة هذه. وبذلك يكون  فعلها هذا فعل ثوري سرعان ما لفظته الثورة المصرية الى خارجها.

لا يلغي اي من ذلك اهمية ديناميات التغيير التي اطلقتها الثورات العربية. فالثورات هذه هي التي فتحت السجال على مصراعيه وهي التي اثبتت مرّة اخرى اهمية دور المرأة رغم القهر التاريخي الممنهج الذي تتعرض له:  من اسماء محفوظ التي دعت الى التظاهر وكانت من اول من تجرأ ونزل الميدان ، الى سميرة ابراهيم التي مضت حتى الاخر في مقاضاة العسكر وانتصرت لحقّها بدون ان تنطوي في مشاعر العار التي اراد العسكر دفنها خلفه ودفن كل النساء الناشطات من خلالها. تصدّت سميرة ابراهيم لارهاب السلطة الذكوري ونجحت. وهي قصة نضال لم تبدأ ولن تنتهي هنا. لربما كانت البداية متعثّرة ولكن هذا لا يلغي واقع انها بداية وبالتالي هي مفتوحة على شتّى الاحتمالات.

التحدّي هو في ان تكمل النساء ما بدأنه وان يعرفن ان اي ثورة لا تكتمل من دون ان ينخرطن في صفوفها ويحصدن فيما بعد نتائجها المباشرة سياسيا واجتماعيا واقتصاديا ولو كره الكارهون.

يطالب الثوار في الميدان بتطهير القضاء. قد يكون مثيرا للسخرية تخيّل ما قد يُرمز له تطهير القضاء من خلال جسد المرأة. هل ستكون هذه المرّة غرافيتي امرأة منقبّة “طاهرة” لا وجه لها ايضا؟


ديالا

Vengeance in love, Samir Kassir, seven years ago

I can still hear the ravaging sound of hands clapping during the funerals. I can still hear Talal screaming in anger “We are your dream, Samir”.
But most of all, I could still hear my heart asking for revenge… Now, it no longer does.

Seven years ago, today, Lebanese journalist Samir Kassir left his house in Beirut, only to encounter death.

The dictator, and the ‘men from the (horror) play’, had it all planned. The car would explode, the body will vanish, his idea would die… but it didn’t.

Putting Samir Kassir into words might be quite a difficult task, not only because he was himself a master of words, but mostly because Kassir was an unusually rich and complex person.

An intellectual from Beirut, of Syrian and Palestinian descent, a historian, a journalist, a politician, an activist, a francophone…

Maybe his friend and columnist Michael Young best described him in 2005 in his article ‘Samir Kassir, R.I.P.’:

“Samir Kassir had balls in a country that under Syrian rule spawned cowards and sycophants; he had ideas and openness in a system that rewarded mediocrity and intolerance; and he had the compelling scornfulness for imposed authority that so irritated his murderers—and that we will continue to relish when this cowardly confederacy is kicked into a shallow grave.”

In his complexity, Samir Kassir was a huge threat to his assassin. He was wittier than him, more cultured, he was handsome, optimistic, and he had influence.

He was against Arab dictatorships, and supported the Palestinian cause unconditionally. He was French, modern and a deeply rooted Arab. He reviled Assad and treasured the Syrian people.

Kassir was not the usual courageous journalist. His daily life was shaken by events that we taught only happened in thriller movies.

In 2003, the head of the General Security Directorate in Lebanon, a man of the Assad (father and son) regime, ordered his men to follow and harass Kassir for weeks, twenty four hours a day, only because of his articles. The journalist was also subjected to censorships, passport confiscation, death threats etc.

Yet, the dark ages’ ruling force did not halt the man, as he and his companions prepared the ‘Independence Intifada’ in 2005, following late Prime Minister Rafiq Hariri’s assassination, a popular revolution that forced the Syrian army and intelligence out of Lebanon.

Samir Kassir never killed anyone. As a matter of fact, he despised any form of violence, whether physical or moral. He rejected any kind of oppression and praised freedom till his last breath.

So murdering such a person would at least trigger a revolting hatred and the strong determination to seek vengeance.

But I don’t want revenge anymore. I want justice. And then, if humanly possible, to forgive.

The Arab spring, and the Syrian revolution more precisely, taught me the true meaning of retaliation.

It is standing bared-chested in front of bullets. It is creating (slogans, songs, love, friendships, unity) while the dictator destroys. It is calling for peace when ‘he’ launches war. It is standing hand in hand while he plans to divide.

Some would call it naive to come holding a rose as the opponenet is armoring his tank. And frankly it just might be.

But seeking vengeance for beautiful people is also accomplishing the beautiful things they wanted, they fought for, they dreamt about…

What I am asking for, and maybe pretentiously, might be surreal. It might also be a crime in the eyes of the families of the Houla children, and others who were much closer to the victims, and who will only be at peace when the butcher is no more.

But until my impulsivity and emotions draw me back, I will continue believing that hatred and revenge will only create hatred and revenge.

In his last book, ‘Being Arab’, Kassir wrote about the new Arab era and the possibility of the Arab societies to overcome their despair: “It would be impossible to exaggerate the benefits of restoring the ‘Nahda’ era (enlightenment period) to its proper place in Arab history. It may perhaps not reveal tailor made formulas for putting an end to the malaise, but at least it would allow one to reinterpret this malaise as a moment in history.

If Arabs don’t reclaim this history, their relationship with modernity in the twenty first century will remain warped by misunderstanding.”

The Arab world today has a tremendous chance of building just states for all, modern, free nations where the criminals should (and will)be put on trial and held accountable, where our history is modeled with our own hands, but also where love wins over odium.

Because hate only torments the hater.

ran

(originally posted on Al Arabiya)

Lebanese banks rob you!

(contribution)

Ever since all productive sectors in Lebanon (except for the Banking sector) became, … unproductive, it is a Taboo to discuss any negative point related to Banks. But let’s see about that.

Banks are running the show in Lebanon, they are financing the state,  financing the real estate market, and employing thousands of families in Lebanon. That is of course: the bright side.

Now back to the reality side. Banks have 3 times more money than the government has, they can cover our National Debt, twice. They might be the only banks in the world that actually made a profit during 4 years of recession, and still, they charge you 1 Dollar for each 1000 USD you deposit in YOUR account. (Total Deposits in Lebanese banks by the end of February 2012  reached 120 Billion USD…so that is 120 Million USD that Banks made from stealing 1 USD for each 1000 deposited!)

I am a 27 year old man, with zero inheritance and no political power; I dealt with two leading banks in Lebanon, to open 2 bank accounts for my startup company.

And a year later, we worked on our “financials”:

The first bank ‘stole’ 500 USD, by taking 1USD for each 1000 deposited, “Fees and Charges” (literally, as on bank statement), Card Monthly fees, (not interest, just fees), and the ridiculous fee they charge for every ATM transaction you make after they grant you, generously, 3 free transactions per month. The bank asked us to block some money for them to issue us a Credit Card.

This blocked account, obviously does not entitle us for any interest, but what’s event worse, is that they charge you 12 USD per year for blocking it. Go ask them why!

Then again, you see the guys who just sold Instagram to Facebook for 1 Billion USD, and some apple applications developers making a tiny percentage on their application sold, so you go to your bank, in an attempt to cope with the world online/e-commerce trend, and we told them we make 5 to 10% profit margin and we are looking for an online payment solution, they ask you for 35 USD per month plus 3.5% per every payment transaction made on our website, so if you sell something for 100 USD online with a profit margin of 5% in Lebanon,  you end up gaining 1.5 USD and the bank gets 3.5 USD. Great!

The second bank we dealt with also robbed 500 USD, for the same charges, in addition to the famous SMS fees and a funny charge called A/C charges (4 USD per month).

We asked the banker what is this charge for, he responded: “I don’t know, I even pay this charge”. A story to remember with this second bank is when we asked them to issue us a Credit Card, as many of our payments are made online, they responded that they don’t advise us to pay online because you cannot trust the Internet! Now, try to open a company account in this bank, and then try to withdraw money from it. Well, you can’t!

We went to the teller, asking to withdraw some money from our account, he asked us for a cheque! …Wait a second, do you want us to write a cheque to ourselves now so we can withdraw money? Yes! And how much does a cheque book cost? It costs 25 USD for 10 cheques.

But to give this second bank a break, they have a good online banking portal, unlike the first one where you can absolutely do nothing there, not even transfer between 2 different accounts that are yours.

The bank I am dealing with in Dubai after I moved here, takes no charges for handling your account, we pay nothing.

They have a great online banking portal, where you can transfer online in between accounts, locally and overseas, you can pay your utilities and phone bills, you can make Western Union Transfers, pay your traffic fines and tickets, for free! And this bank didn’t do as well as Lebanese banks did in the recession.

Banks bargaining power in Lebanon is huge and we can’t do nothing about it for now, except pointing at them, breaking the stupid taboos about them, and dream that one day, they will start earning their profit, and not stealing it from young men and women trying to make a living in this country.

Rayan